1.أبدأ بذكر نصائح الإمام ابن القيم للمحسود وأذكرها هنا مختصرة، قال رحمه الله:
ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب:
السبب الأول: التعوذ بالله من شره والتحصن به، واللجأ إليه منه.
السبب الثاني: تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره. قال تعالى: “وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك)، فمن حفظ الله حفظه الله ووجده أمامه أينما توجه. ومن كان الله حافظه وأمامه فممن يخاف ولمن يحذر.
السبب الثالث: الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلاً فما نصره على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله.
السبب الرابع: التوكل على الله فمن يتوكل على الله فهو حسبه. والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم وهو من أقوى الأسباب في ذلك، فإن الله حسبه أي كافية، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه ولا يضره إلا أذى لا بد منه كالحر والبرد والجوع والعطش، وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون أبدًا.
السبب الخامس: فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له فلا يلتفت إليه، ولا يخافه ولا يملأ قلبه بالفكر فيه. وهذا من أنفع الأدوية وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره. فإن هذا بمنزلة من يطلبه عدوه ليمسكه ويؤذيه، فإذا لم يتعرض له ولا تماسك هو وإياه. بل انعزل عنه لم يقدر عليه. فإذا تماسكا وتعلق كل منهما بصاحبه حصل الشر وهكذا الأرواح سواء.
السبب السادس: وهو الإقبال على الله والإخلاص له وجعل محبته وترضيه والإنابة إليه في محل خواطر نفسه، وأمانيها تدب فيها دبيب تلك الخواطر شيئًا فشيئًا حتى يقهرها ويغمرها ويذهبها بالكلية فتبقى خواطره وهواجسه وأمانيه كلها في محاب الرب، والتقرب إليه وتملقه وترضيه واستعطافه وذكره.
السبب السابع: تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه، فإن الله تعالى يقول: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم” [سورة الشورى: 30]، فما سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه، أو لا يعلمه وما لا يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها وما ينساه مما علمه وعمله أضعاف ما يذكره فإذا عوفي من الذنوب عوفي من موجباتها.
السبب الثامن: الصدقة والإحسان ما أمكنه. فإن لذلك تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد ولو لم يكن في هذا إلا تجارب الأمم قديمًا وحديثًا لكفى به فما يكاد العين والحسد والأذى يتسلط على محسن متصدق. وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملاً فيه باللطف والمعونة والتأييد. وكانت له فيه العاقبة الحميدة. فالمحسن المتصدق يستخدم جندًا وعسكرًا يقاتلون عنه وهو نائم على فراشه.
السبب التاسع: وهو من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله وهو طفي نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه. فكلما ازداد أذى وشرًا وبغيًا وحسدًا ازددت إليه إحسانًا، وله نصيحة وعليه شفقة. قال تعالى: “أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون” [سورة القصص: 54].
السبب العاشر: وهو الجامع لذلك كله تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب إلى الله. والعلم بأن هذه آلات بمنزلة حركات الرياح وهي بيد محركها وفاطرها وبارئها ولا تضر ولا تنفع إلا بإذنه. فهو الذي يحسن عبده بها وهو الذي يصرفها عنه وحده لا أحد سواه قال تعالى: “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ” [سورة الأنعام: 17]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك)، فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه. وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله قال بعض السلف: [من خاف الله خافه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء] [بدائع الفوائد: ج2/ ص374].
2. عليك بكافة التحصينات والأوراد النبوية التي حافظ عليها من هو خير منك فقد يتبع العين والحسد أخبث الشياطين وذلك حسب قوة وخبث العين وحسب ضعف الإنسان وبعده من الله وكما ذكر الإمام ابن القيّم شر الساحر والحاسد وهي نوعان أيضًا: لأنهما من شر النفس الشريرة.
وأحدهما: يستعين بالشيطان ويعبده وهو الساحر.
والنوع الثاني: من يعينه الشيطان وأن لم يستعن به وهو الحاسد؛ لأنه نائبه وخليفته؛ لأن كليهما عدو نعم الله ومنغصها على عباده [بدائع الفوائد: ج2/ ص371 – فصل: ومن شرِ حاسدٍ إذا حسد].
3. لابأس من الذهاب إلى أحد ليرقيك ولكن إحذر من أن تقع بين يدى ساحر أو مشعوذ واعلم أن بعضهم يدعي أنه يعالج بالقرآن ويظهر عليه الصلاح وهو في الحقيقة بعيد عن التوحيد فإذا أردت العلاج لابد أن تسأل أهل السنة الموثوقين عن المعالجين الشرعيين ولا تسأل فلانًا وفلانًا.
4. احرص على تعلم أمور دينك والتوحيد خاصة لتتجنب الوقوع فيما قد يكون شركًا فأهل التوحيد هم أهل الله وخاصته.
5. حافظ على الصلوات الخمس والسنن الرواتب، وقيام الليل خاصة فإن فيه التّنزل الإلهي وتجاب الدعوات وأدِها بخشوع.
6. ادع الله دومًا وأنت موقن بالإجابة بعد أن تطب مطعمك فلا يكن راتبك ومالك من الحرام فلا يستجاب لك، وتخيَّر أوقات الإجابة،ولا تستعجل على الله الإجابة ففي الحديث (يُستجاب لأحدكم مالم يعجل فيقول قد دعوت ربي فلم يستجب لي) [مسلم: 6870].
7. عسى أن تكره شيئًا وهو خير لك! نعم إعلم أن المصيبة ماجاء ت لتهلكك وتقتلك، وإنما جاءت لتمتحن صبرك وتبتليك، ليتبين حينها هل تصلح لأن تكون من أولياء الله وحزبه أم لا؟. [طريق الهجرتين: ابن القيم].
8. أكثر من الإستغفار فما أصابك ماأصابك إلاّ بسبب الذنوب والمعاصي.
9. لاتشتكي ربك عند الناس ولاتتسخط علىربك وارض بالقدر خيره وشرِّه.
نصائح للرجال
- 1. تفقه في دينك لأنك المسؤول الأول أمام الله عن أسرتك.
- 2. رب أسرتك على الرضا بالمقسوم والقناعة وكن لهم قدوة.
- 3. إياك والكبر والتفاخر على إخوانك فيحسدوك.
- 4. استعن بالكتمان على إنجاح أمورك كلها.
- 5. احفظ لسانك لا تبح بثلاثة: سن ومال ما استطعت ومذهب فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة بمموه وممخرق ومكـذب.
- 6. إياك ورفقاء السوء الذين إذا خلوا عضوا عليك الأنامل من الغيظ.
- 7. عليك بتحصين نفسك وأهلك.
- 8. أكثر من الصدقة وواظب عليها.
نصائح للنساء:
اعلمي أنكِ الأكثر عرضة من غيرك للإصابة بالعين أو الحسد فاعملي بالآتي:
- 1. تفقهي في دينك لتقفي عند أوامر الشرع وأكثري من الاستغفار فما أصابك ما أصابك إلاّ بسبب الذنوب والمعاصي.
- 2. لا تكثري الخروج إلاّ لحاجة وغير متبرجة بزينة فإنّ أي امرأة تخرج من بيتها يستشرفها الشيطان فيزينها، وهذا من أسباب الإصابة بالعين.
- 3. البسي الحجاب الشرعي الساتر لكل الجسم وابتعدي عن حجابات الموضة المحرّمة الضيقة التي تفصّل الجسم كأنّها فستان-والملونة التي تلفت الأنظار- والمطرّزة المزركشة-بل والشفافة وهذه كلها ليست بحجاب فلا تخدعي نفسك.
- 4. إياكِ من لبس الأحذية العالية [الكعب] وإياك والخروج متعطرة فقد حذّر المصطفى صلى الله عليه وسلم من ذلك كله وهذا من أسباب الإصابة.
- 5. إياكِ والذهاب إلى الأفراح كالزواجات ونحوها التي يكون فيها الغناء المحرم لكثرة أهل الفساد والشياطين الذين هم أخبث الناس نفوسًا.
- 6. اتقِ الله في حجابك ولباسك بين النساء ولا تغتري بمن كشفت إلى أنصاف فخذيها ونصف صدرها وأكثر ظهرها بتلك الملابس الخليعة وهذا كله موجود في مجتمعاتنا وفي أفراحنا خاصة وينتج عن هذا الإصابة بالعيون.
- 7. تجنبي مجالس النساء المحرمة مجالس الغيبة والنميمة والسخرية والانتقاص وفيها يترعرع الحسد والتنافس المذموم.
- 8. امسكي عليك لسانك واكتمي أسرار بيتك عن القريب قبل البعيد فكم أصيبت الأسر بسبب هذا، واخفضي من صوتك بين الرجال ولا ترققيه فيطمع الذي في قلبه مرض.
- 9. تعاهدي نفسك بالرقية من العين والحسد واستخدام الزيت والماء المقروء شربًا ودهانًا.
- 10. إياك والإسراف والتبذير والمباهاة والمغالاة لتظهري أمام الناس.
- 11. حافظي على الصلوات الخمس والسنن الرواتب وقيام الليل خاصة فإن فيه التّنزل الإلهي وتجاب الدعوات وأدِها بخشوع.
- 12. ادعِ الله دوماً وأنت موقنة بالإجابة بعد أن تطيبي مطعمك فإن كان من الحرام فلا يستجاب لك، وتخيَّري أوقات الإجابة، ولا تستعجلي على الله الإجابة ففي الحديث: (يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت ربي فلم يستجب لي) [مسلم: 6870].
- 13. عسى أن تكرهي شيئًا وهو خير لك! واعلمي أن المصيبة ما جاءت لتهلكك وتقتلك، وإنما جاءت لتمتحن صبرك وتبتليك.