س 4 – و كيف يتغذى القرين وهل يتزوج ؟
( د.أ ) غذاؤه يظهر والله أعلم أنه يأكل مع الإنسان إذا نسي التسمية أو أكل بشماله، وربما له طرق أخرى، و قد ينفك عن الإنسان لدواعي الأكل والشرب ثم يعود مجدداً لصاحبه، وأما الزواج فلانعلم له طريقة بالتحديد، لكنه يتزوج وله ذرية، وهذا ثابت في عموميات النصوص من غير تحديد.
س 5 – هل ينفك القرين عن الإنسان ثم يعود إليه مرة أخرى ، أم أنه ملازم له لاينفك عنه حتى الوفاة ؟
(د. أ ) الأظهر أنه ملازم للإنسان لاينفك عنه، وهذا ظاهر قوله تعالى: ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ) سورة الزخرف 43، أي ملازم لايكاد ينفك عنه، ويمكن أن ينفك عنه شيئاً يسيراًجداً لدواعي معينة ثم يعود له وهكذا.
س 6 – إذا لا يوجد مخلوق بدون قرين أليس كذلك ؟
(د.أ) بلى ليس ثمة أناس يعيشون بدون قرين أبداً؛ لأنه ظاهر النص كما في الجواب الأول.
س 7 – لطيف ، ولكن هل كل قرناء الناس كفار أم فيهم مسلمون ؟
(د.أ ) يظهر لي – والله أعلم- أن أي قرين شيطان وليس مسلماً، وإنما اختلف في قرين الرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل على ما أراه قوله عليه السلام: (ما منكم من أحد إلا ومعه شيطان، قالوا: وأنت يا رسول الله قال وأنا، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم) أخرجه مسلم من حديث عائشة..وكلمة ( شيطان ) تطلق على كل من كفر بالله من الإنس والجن .
س 8 – وهل ممكن أن يؤثر القرين على جسد الإنسان بتحريك يد أو رجل أو بتشوية صورة أو غير ذلك من أفعال الجان المتلبس بجسد الإنسان ؟
( د.أ ) هذه مسألة خلافية عند المتأخرين، والصحيح أنه لا يؤثر على الإنسان حسيـاً بتـحريك يد أو رجل أو إحداث رعشة وغيرها من الأعراض المعروفة، ولكن يؤثر عليه معنويا من خلال داء الوسوسة والإيماء و الأمر بالخير والشر وغيرهما من الأمور التي لا حصر لها.
س 9 – قد لا يعلم الكثير من الناس أن القرين الذي لا يفارقهم يأمر بالخير؛ لأن القاعدة المحفوظة لديهم عنه أنه من محاور الشر فلا يأمرهم إلا بالمنكر، ولكن لماذا يأمر بالخير في نظرك ؟
( ج ) لكي أكون صريحا وواضحا في إجابتي معك أقول: إن دور الكثير من القرناء خطير جداً على حياة الإنسان الطبيعي الذي ليس مصاباً بالإمراض المعروفة ( المس _ السحر _ العين ) في حالة عدم الوعي بدورهم والتهاون في طرد أفكارهم الهدامة، فكيف بمن ابتلاه الله بواحد من هذه الإمراض وليس لديه من الوعي إلا القليل ، بعض الناس تجدهم يعانون نفسياً حد التعب ،معتقدين أن بهم أ مراضاً لا حصرلها، ولا يتوقعون أن القرين هو السبب فيما حل بهم، القرين هو الإنسان الأصغر لكل إنسان في هذه الحياة الدنيا، خاصة وأنه يشارك صاحبه في كل شاردة وواردة، يوسوس لكثير من البشر، حتى ما بين خفقان القلب ونبضه يأمر بالشر وبصور مختلفة لا يتوقعها الإنسان، ويظنها من نفسه من منطلق طبيعته الشيطانية الشرية ثم يتخلى عنه، قال تعالى:( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) الحشر(16)ويأمر الإنسان بالخير من باب استدراج ضحيته إلى مايريده من مكامن الشر؛ حتى لا يفقد زمام السيطرة على قلب ذلك الإنسان؛ لأنه ليس لديه ما يفقده في معركته الأبدية، فيرمي بكل ثقله لكسبها، وبكل الطرق التي يغفل عنها أناس كثر، حتى من بعض الذين ظاهرهم الصلاح، كما فعل مع آدم عليه السلام وحواء (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) الأعراف 21 0
عموما القرين معك أينما دارت بوصلة ميولك، سواء أكانت في الخير أوفي الشر، حتى يحكم السيطرة تماما على المواقف المختلفة لحياة الكائن البشري في حالة عدم محاولة تحجيم دوره، ولا نستغرب أن الكثير من القرناء يريدون الوصول إلى احتلال الجزء الأكبر من حياة البشر من خلال داء الوسوسـة المتـنوع الأسـاليب 0
و للوسوسة تسعة وتسعون باباً ، وهذه حقيقة يجب عدم إغفالها، بل والتعامل معها بجدية وحذر؛ فبعضنا تجد أغلب حياته ترتكز على الوسوسة، حتى في أدق شأنه دون مبالغة مني، وهذه درجة متقدمة لا يصل إليها إلا من سمح للشيطان أن يجلد ذاته ليل نهار، دون وعي أومقاومة، حمانا الله وإياكم من ويلات الوساوس، فبعض القرناء لو كان الأمر بيدهم لتخلصوا من ضحيتهم ( الإنسان ) منذ الولادة وارتاحوا، ولكنهم لا يملكون سوى سلاح الحرب النفسية الشرسة على النفس، عبر آلاف المحاولات الشيطانية التي تثمر مع البعض ، وينتصر الشيطان على ذلك الإنسان، بينما يفشل مع الذين منعوه من اختراق اطارهم الإيماني، ورغم ذلك تظل المحاولات المستميتة الشيطانية على النفس البشرية قائمة حتى غرغرة الروح؛ لذا تتعجب الملائكة من الإنسان الذي يموت وقد ثبت على الحق بإذن الله؛ نظراً لضراوة الحرب بينه وبين والشيطان ، كما قال ذلك بعض السلف